30 سبتمبر وزير الدولة للإعلام: الوزارة تعود بمنهجية جديدة تختلف عن طبيعة عملها فى الماضى
خلال مشاركته فى الموسم الثالث من حوارات “صوت مصر- تغيير الواقع”
أسامة هيكل: خلال جائحة كورونا كانت أهدافنا صحة المواطن والحفاظ على الاقتصاد
الصور والشكاوى التى يلتقطها المواطنون أحيلها بنفسى إلى الوزير المختص للتحقيق فيها
التسمية الواقعية لوزارة الدولة للإعلام هى “وزارة التواصل الحكومى”
فكرة “العافية” غير موجودة فى الإعلام.. والناس تثق بمن يحترم عقلها ويقدم لها معلومة حقيقية
قال أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، إن الوزارة تعود بمنهجية جديدة فى العمل تختلف عن طبيعة عملها فى الماضى، وطبقًا للدستور الحالى يمنح المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التراخيص للقطاع الخاص ويراقب عمله، وتتولى الهيئة الوطنية للصحافة الصحف القومية، بينما تدير الهيئة الوطنية للإعلام الإذاعة والتليفزيون؛ لذلك عندما قرر رئيس الدولة إعادة وزارة الإعلام كان الهدف التنسيق مع هذه الجهات الثلاث لوضع السياسة الإعلامية للدولة، والتى تركز على: الاستباقية، والمصداقية، والابتكار، والمعلوماتية، وتدفق المعلومات، وإشراك المواطن فى جميع الأزمات التى تواجهنا.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الدولة للإعلام فى الموسم الثالث من حوارات “صوت مصر- تغيير الواقع”(Narrative Summit- Reshaping Norms) التى تستضيفها قمة “صوت مصر” على منصات التواصل الاجتماعى الخاصة بها لمناقشة الخبراء والمتخصصين فى القضايا المختلفة.
وخلال اللقاء، صرح وزير الدولة للإعلام بأن الحكومة المصرية وضعت خلال جائحة كورونا هدفين أساسيين، هما الحفاظ على صحة المواطن والمحافظة على الاقتصاد من الانهيار، وعملت وزارة الدولة للإعلام على تحقيق ذلك من خلال إشراك المواطن فى إدارة الأزمة، وأن تكون أول من يقول المعلومة؛ لذلك تشكلت مجموعة إدارة الأزمة التى تتخذ قرارات يعلنها رئيس مجلس الوزراء للناس بنفسه، أو وزير الدولة للإعلام نيابةً عنه، حتى لا تكون هناك فرصة لأى اختراق من مروجى الشائعات، كما تم الاتفاق مع وزارة الصحة والسكان على إصدار بيان رسمى يوميًّا بعدد الإصابات، والمحافظات الأكثر إصابة والفئات الأكثر عرضة للإصابة، وكيفية اتخاذ الاحترازات المطلوبة، مع تأكيد المصداقية فى أى معلومة نقدمها للناس، وسرعة تصحيح المعلومات الخاطئة، فأزمة كورونا ليست أزمة عادية، وكنا نتابع ما تقوم به الدول وقرارات منظمة الصحة العالمية، ونتخذ الإجراءات على هذا الأساس.
وأشار “هيكل” إلى أن الجدال والمنافسة بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية ليس لها أى داعٍ لأنه أصبح أمرًا واقعًا، فخلال السنوات القليلة الماضية دخلت تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجال الإعلام، والتطور التكنولوجى ليس كتابة الخبر على الكمبيوتر فحسب، لكن الأهم أن يواكب هذا التطور احتياجات الجمهور الذى أصبحت كل حياته “أونلاين”، والصحافة إذا لم تنتبه إلى هذا الأمر فستكون لدينا مشكلة كبيرة؛ لذلك من المهم أن يطور الصحفى نفسه لكى يستطيع العمل وفق احتياجات الجمهور المتلقى، فالصحافة والإعلام من المهن ذات التأثير، وكلما أحدثت تأثيرا أكبر، كان نجاحها فى مهمتها أكبر، فأرقام توزيع الصحف قبل وبعد أزمة “كوفيد 19” تعد مأساة، ومن ثم لا بد من إعادة النظر فى كيفية صنع هذا التأثير فى الجمهور.
وأضاف وزير الدولة للإعلام أن الأعمار أقل من 35 سنة ويمثلون نحو 60 أو 65% من المجتمع لا يقرؤون الصحف ولا يشاهدون التليفزيون، وإنما يشاهدون فيديوهات متنوعة على أجهزة “الموبايل”، ومن ثم من المهم التفكير فى نمط حياة هذه الفئات، وتوظيف التكنولوجيا بشكل صحيح، وتوعية أولادنا بما يسمى “التربية الإعلامية”، وأن تصبح جزءًا من المناهج فى المراحل الدراسية الأولى من حياتهم؛ لكى يميز عقل الطفل بين الصواب والخطأ فيما يشاهده أو يستمع إليه.
وأكد “هيكل” أن جزءًا من خطة وزارة الدولة للإعلام هو صورة مصر فى الخارج، وكيفية التعامل مع المراسلين الأجانب وتوصيل وتوفير المعلومات التى يحتاجون إليها بصورة سهلة؛ لأن المعلومات قادمة لا محالة، وإذا امتنعنا عن تقديم المعلومات الدقيقة وبسرعة، فسنتيح للغير تقديم المعلومات التى ربما تكون مضللة أو ناقصة أو تهدف إلى توجيه الرأى العام فى اتجاه معين، فلا بد أن نحرص على وجودنا فى الصورة باستمرار.
وتابع وزير الدولة للإعلام: “كانت لنا تجربة بسيطة عندما كتبت إحدى الصحف الأجنبية كلامًا غير صحيح عن مصر، فتواصلنا مع الصحيفة ومع كاتب المقال الذى أشار إلى أن المسؤولين الحكوميين فى مصر لا يتجاوبون ولا يردون، وبنى القصة كلها على ذلك، وبعد التواصل معه اتضح أن هذا المسؤول الحكومى الذى يقصده وحاول التواصل معه هو موظف صغير فى الهيئة العامة للاستعلامات، ولأنه لم يرد على الصحفى كاتب المقال فخرج بهذه المقالة بهذا الشكل، فبدأنا التواصل معه وتوضيح الأمور له”.
وعن المبادرات التى تقوم بها وزارة الدولة للإعلام، قال “هيكل” إن الوزارة أطلقت مجموعة من المبادرات مثل “سفراء الإعلام الجديد”، وتقوم فكرتها على أنه مع التطور التكنولوجى أصبح كل مواطن يستطيع أن ينشئ قناة يقدم خلالها برامج ويكون له جمهور من المتابعين، والفكرة كانت أن نستوعب تلك الطاقات، فبدلًا من مصادرهم المحدودة للمعلومات نمدهم نحن بكل المعلومات، وسوف يتم اختيار 20 أو 30 من المتقدمين بحيادية تامة لنبدأ معهم زيارات إلى المشروعات القومية وتوضيح التغير الذى حدث فى مصر فى وقت مذهل، فبالنسبة للطرق على سبيل المثال، قفزت مصر 100 درجة فى المؤشر، ووصلنا إلى رقم 28 بعد أن كنا نحو 130، ومن ثم لا بد من تسليط الضوء على هذا، وتوضيح فائدة الطرق فى حياة المواطن.
والمبادرة الثانية هى “خبر فى صورة”، وهى أحد أنواع صحافة المواطن، فالكثير من الناس الآن أصبحوا يعتمدون على “الموبايل” فى التقاط الصور والفيديوهات التى قد تقدم قصصًا خبرية قوية، ومن خلال تلك المبادرة نقول للمواطن إنه بالجهاز الصغير الذى يحمله فى يده يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيا كبيرًا، ومن المخطط بعد ذلك أن ننظم رحلات لهؤلاء المواطنين الذين سيتم اختيارهم للمناطق السياحية والمحميات الطبيعية، أما بالنسبة للصور التى يلتقطها المواطنون وتظهر مشكلة أو شكوى فأقوم بنفسى بإحالتها إلى الوزير المختص للتحقيق فيها، ولكن دورنا هو خلق حالة من التواصل الدائم والمستمر مع كل الجهات؛ لذلك أجد أن التسمية الواقعية لوزارة الدولة للإعلام هى “وزارة التواصل الحكومى”.
وأكد وزير الدولة للإعلام إيمانه بضرورة المنافسة، فعندما يرى المشاهد عددًا من القنوات تتحدث كلها فى نفس الموضوع وبنفس الطريقة، فإنه بالطبع سينصرف عنها، ومن الضرورى عند وقوع حدث أن تتناوله كل وسيلة أو قناة بأسلوبها، وهو ما يميز “المذيع الشاطر” عن غيره، وهو سبب وجود مشاهدة عالية لبرنامجٍ عن آخر، ففكرة “العافية” غير موجودة فى الإعلام، فالإعلام يدار بالخبرة والعقل وليس بالعضلات، والناس تثق وتتجه إلى من يحترم عقلها ويقدم لها معلومة حقيقية.