كلمة وزير الدولة للإعلام خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام (نوفمبر 2020)

مؤتمر "مستقبل الإعلام"

كلمة وزير الدولة للإعلام خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام (نوفمبر 2020)

Spread the love

دولة السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، السيد وزير الإعلام الأردنى على العايد، السيد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السادة المشاركون فى المؤتمر حضورًا أو عبر الإنترنت أو بالكلمات المسجلة بالفيديو، السادة المتابعون للمؤتمر عبر الإنترنت..

أتقدم إلى حضراتكم جميعًا بخالص الشكر والتقدير لتلبيتكم دعوة وزارة الدولة للإعلام للمشاركة فى هذا المؤتمر المهم، الذى يبحث قضية “مستقبل الإعلام”، وهى قضية تهم الجميع داخل مصر وخارجها؛ فالإعلام صناعة كبرى لا يمكن الاستغناء عنها ما دام العقل البشرى موجودًا، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون معلومات، وقبل تسعينيات القرن الماضى كان الإعلام تقليديًّا، تسير فيه المعلومة من المُرسِل إلى المُستقبِل، وكان نقل المعلومة بين دولة وأخرى يستغرق وقتًا طويلًا، وسُرعان ما تغير الوضع بعد ظهور الأقمار الصناعية التى أدت إلى اختفاء الحدود السياسية بين الدول فى مجال البث الإعلامى.

ولم نلبث أن استوعبنا هذا المُتغير حتى دخل الإنترنت كل دول العالم، ومع التطور المذهل فى تكنولوجيا الاتصال أصبح لا فرقَ بين مُرسِل ومُستقبِل، فالجميع يُرسل المعلومة، والجميع أيضًا يستقبل المعلومة، ولكن لم يعد هناك مجال كبير لتدقيق المعلومات والتحقق من صحتها .

ولم يتوقف التطور عند نقطة محددة، فشاهدنا أخبارًا تخرج من مصادرها إلى مُتلقيها مباشرةً عبر برامج إلكترونية، واستعانت المواقع الإخبارية فى بعض دول العالم المتقدم بهذه البرامج لصياغة الأخبار، ومع ظهور الذكاء الاصطناعى أصبح الأمر أكثر سهولة فى تداول المعلومات، ولكنه أيضًا أكثر تعقيدًا حينما نتحدث عن مستقبل مهنة الإعلام .

هذا الواقع الذى نعيشه حاليا فرض علينا تساؤلات عديدة انعكاسًا لسرعة التطور فى وسائل الاتصال والإعلام، فهل تلغى وسيلة إعلامية حديثة وسيلة أقدم منها؟! ومن يتحمل المسؤولية الأخلاقية عما يُنشر من معلومات خاطئة أو مُضللة؟! وكيف سيكون صحفى المستقبل؟! وكيف سيكون إعلام المستقبل؟! بل كيف سيكون موقف الإنسان نفسه من هذا الحجم الرهيب من المعلومات الذى يتلقاه فى كل وقت، سواءً كان ما يُقال له من معلومات يندرج تحت بند الحقيقة أو الكذب؟! وكيف يُفرق

بين ما يُقال له ويتعرف منه على الحقيقة أو على الكذب؟!

وحتى لا ندخل فى جدل ليس له معنى، وجدنا أن نعقد هذا المؤتمر تحت عنوان فرعى مهم “مهنة باقية.. وأدوات متغيرة”، وهذا يعكس إقرارًا بواقع نعيشه، فلا يتصور عاقل أبدًا أن يكون هناك عالم بلا صحافة، ولكننا فقط نبحث عن مستقبل مهنة الإعلام.

ولأننا نتحدث عن مستقبل الإعلام، وجدنا من الضرورى التعرف على تجارب الدول المختلفة فى هذا المجال، وتصورات الأكاديميين والعاملين فى المهنة على السواء لهذا المستقبل. ونطرح التساؤلات المهمة، فإذا كان الإعلام التقليدى الطبيعى يعتمد على إعلاميين وصحفيين معتمَدين يخضعون لمعايير قانونية ومهنية، فهل تنطبق هذه المعايير نفسها على المؤثرين فى وسائل التواصل الاجتماعى مثلًا؟!

لقد أصبحت حرية الرأى والتعبير فى ظل هذا التطور المذهل أمرًا واقعًا وليس مجرد حق، فلا أحد الآن يستطيع منع معلومة من التداول لوقت من الزمن .

السادة المشاركون..

إن أى مؤتمر لا بد أن يقوم على فكرة التفاعل بين المحاضرين والمناقشين، وهذا ما يؤدى إلى الخروج بتوصيات مفيدة وعملية، إلا أننا حينما بدأنا فى التحضير لهذا المؤتمر لم يكن الوضع العالمى فيما يتعلق بموضوع جائحة كورونا مُطَمئنًا فى العديد من دول العالم، التى أُغلق بعضها بالفعل، وتخوفنا من عدم قدرة المشاركين على الحضور، فلجأنا فى هذا المؤتمر إلى استخدام التكنولوجيا وتطويعها للوصول إلى أكبر قدر من المشاركة، وإن كُنا نفتقد حضوركم الفِعلى معنا هنا فى القاهرة، فاخترنا هذا المكان لعقد المؤتمر؛ لإطلالته المميزة على القاهرة التى تسعد باستقبالكم جميعًا فى كل وقت .

فقد شارك ممثلون من 9 دول عبر الفيديوهات المُسجلة والتواصل الحى عبر الإنترنت، ونحن جاهزون لاستقبال الأسئلة والتفاعل مع أسئلة الجمهور نفسه عبر صفحة وزارة الدولة للإعلام أثناء بث المؤتمر على الهواء، نظرًا لأن الجمهور هو صاحب المصلحة الأولى والأخيرة فى تطور وسائل الإعلام .

أتمنى أن نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات مُثمرة تساعدنا على وضع تصوُّر لإعلام المستقبَل، بالشكل الذى يُمكننا من بناء سياسات إعلامية فعالة قادرة على استيعاب أدوات هذا المستقبل.

مرة أخرى، أجدد شكرى وتقديرى العميق لمشاركتكم الفعالة.