
14 سبتمبر رئيس قطاع الإعلام والاتصال في “الإيسيسكو”: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الإعلام
وقال هيكل في تصريحات لـ “وام” على هامش مشاركته في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، إن الإعلام في الماضي كان يقوم على مرسل يوجه الرسالة إلى مستقبل يتلقاها فقط، لكن التطور بدأ مطلع تسعينيات القرن العشرين مع ظهور الأقمار الصناعية التي ألغت الحدود الجغرافية للدول، قبل أن يحدث التحول الأكبر مع انتشار الإنترنت والإعلام الحديث، حيث أصبح المتلقي قادراً على التفاعل والرد وإنتاج محتوى موازٍ.
وأوضح أن هذا التفاعل مهم وإيجابي رغم بعض سلبياته، لأنه منح الجمهور فرصة للمشاركة في صناعة القرار وأتاح القدرة على استطلاع الرأي العام بسرعة غير مسبوقة.
وشدد على أن التطور السريع يحتم البحث عن تنظيم لهذا الإعلام الجديد، متسائلاً: هل من حق أي شخص أن يتحدث في أي قضية بعلم أو بدون علم، أم أن الأمر يحتاج إلى ضوابط واضحة؟، لافتاً إلى أن الإيسيسكو بادرت العام الماضي إلى إعداد ميثاق أخلاقي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي يمكن البناء عليه لإعداد مواثيق شرف إعلامية خاصة بالإعلام الرقمي المتجدد.
وفيما يتعلق بالتعامل مع الأجيال المختلفة، أكد هيكل أن التحدي يكمن في أن الأجيال الجديدة، مثل جيل “زد” وما بعده، تمتلك قدرة أكبر على استيعاب التكنولوجيا مقارنة بالأجيال الأكبر سناً وقال : “ نحن نحاول استيعابها لكن عقولنا مرتبطة بخلفيات قديمة، بينما الأجيال الجديدة تفهم وتتعامل بشكل أسرع وأفضل”.
وأوضح أن طريقة تعامل الأجيال مع الإعلام الجديد تتطلب تربية الإعلامية منذ السنوات الدراسية الأولى، منوها إلى أنه لا يمكن منع استخدام وسائل الإعلام الحديثة أو شبكات التواصل الاجتماعي، لكن يمكن بناء مناعة فكرية لدى الأجيال الناشئة، بحيث تفرّق بين الصواب والخطأ وتبحث عن المعلومة الصحيحة بدلاً من تلقيها بسذاجة وتصديقها دون وعي.
وقال إن إدخال مناهج التربية الإعلامية إلى التعليم أصبح أمراً ضرورياً للحفاظ على القيم الأخلاقية للمجتمعات في ظل الانفتاح العالمي الكبير.
وأكد أن الإعلام رغم تجاوزاته على منصات التواصل الاجتماعي، يظل أداة فعالة للتوعية وإيصال رسائل لم يكن من الممكن الوصول إليها بالإعلام التقليدي، داعياً إلى الاستفادة من الإيجابيات، ومعالجة السلبيات، وصياغة منظومة متوازنة تضمن استدامة الدور التنويري للإعلام في المستقبل.