“هيكل” يستشرف مستقبل آليات الاتصال الحديثة بالتعاون مع خبراء دوليين

“هيكل” يستشرف مستقبل آليات الاتصال الحديثة بالتعاون مع خبراء دوليين

Spread the love

شارك أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، فى “المنتدى العالمى للاتصال الحكومى” الذى يهدف إلى الارتقاء بمستوى الاتصال الحكومى وفقًا لأفضل المعايير العالمية، فى الرابع والخامس من مارس الجارى فى “إكسبو الشارقة”، وذلك تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور 64 شخصية من كبار قادة الرأى، ونخبة من الخبراء يمثلون 16 دولة حول العالم.

وقال “هيكل” إن من أبرز الممارسات التى تمت مناقشتها تجربة بناء سمعة الدولة، التى طرحها الرئيس الكولومبى السابق خوان سانتوس، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2016، واختارته مجلة “تايم” مرتين ضمن قائمة “الشخصيات الـ100 الأكثر تأثيرًا فى العالم”.

ولفت وزير الدولة للإعلام إلى أهمية التجربة التى استعرضتها إيرينا بوكوفا، المدير السابق لليونسكو، وهى “الاتصال عبر الثقافة كمَكمن للمجتمعات”، وأوضح “أهمية مراعاة تطوير محتوى إعلامى مصرى قادر على التواصل الفعال مع الآخر ولا يعتمد فقط على العاطفة، وإنما يراعى المنطقية ويخاطب العقل لكى يستطيع إعادة بناء جسور تواصل وثقة بيننا وبين الغرب”.

وأشاد “هيكل” بمداخلة الدكتور ميتشيو كاكو، عالم الفيزياء النظرية والحاصل على جائزة نوبل ومن أهم علماء استشراف المستقبل، إذ أوضح أن “التواصل الفعال هو الوسيلة القادمة لتحرير قوى العقل الذى يعد أساس تنافسية الدول فى المستقبل”.

وأضاف “هيكل”: “فى الوقت الذى تتسابق فيه دول العالم على التسلح بآليات الثورة الصناعية الرابعة، كشف كاكو عن أسرار الثورة الصناعية الخامسة وهى ثورة العقل وآفاقه المقبلة، فمستقبل الإنترنت الافتراضى سينتقل إلى الإنترنت العقلى، إذ ستصبح شبكة العقل قادرة على التواصل ونقل المعلومات بسرعة وكفاءة أكثر من الموجودة حاليا، وهو ما وصلت إليه الأبحاث التى بُنيت على العلاقة المتطورة بين علم الأعصاب والفيزياء، وأصبح من الممكن تحميل كل ما يدور داخل المخ من أفكار ومشاعر على جهاز الكمبيوتر، وإرسال هذه الأفكار والمشاعر إلى أى مكان”.

وتابع “هيكل”: “لذلك فإن الفرق بين الدول الغنية والفقيرة فى المستقبل سوف يتحدد بمدى قدرة الدول على تطوير العقل الجمعى للمجتمع وتطوير وسائل التواصل بين الحكومة والشعب، فالمجتمعات التى ستمتلك هذه القوة هى التى ستستطيع تشكيل مستقبل واعٍ والوصول إليه بثقة وجدارة”.

وأكد وزير الدولة للإعلام: “إذا لم نستطع أن نطور خطة مصرية وطنية للاتصال تستشرف المستقبل، فسنصبح فى ظل هذه التحديات جزءًا من خطة الآخر”.

وأشاد “هيكل” بنموذج الفنان المسؤول مجتمعيًّا الذى جسدته الفنانة الهندية بريانكا تشوبرا من خلال مشاركتها فى المنتدى، حيث صُنفت ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة فى عام 2016، واختيرت أيضًا فى عام 2018 ضمن قائمة “فوربس” لأقوى النساء نفوذًا فى العالم، وهى أول ممثلة من أصل هندى تمثل دور البطولة فى مسلسل درامى تليفزيونى أمريكى، حيث تسخر نجوميتها لأجل الخير، فهى سفيرة عالمية للنوايا الحسنة لدى “يونيسيف”، وحصلت فى ديسمبر الماضى على جائزة “دانى كاى الإنسانية المرموقة”، كما تشارك فى عدد من البرامج التى تهدف إلى حماية حقوق الأطفال وتعزيز تعليم الفتيات فى جميع أنحاء العالم، ولها مؤسسة خيرية للصحة والتعليم تحمل اسمها.

وأكد “هيكل” أن نجوميتها العالمية المتنامية هى نموذج لتأثير الثورة الرقمية وظاهرة تلفاز الإنترنت فى زيادة الوعى العالمى العابر للثقافات، موضحًا أن الفن الجيد القادر على تقديم قيمة حقيقية للمجتمع هو الوحيد الذى لديه القدرة على البقاء والاستدامة، فمع تنامى سلطة الأفراد على اختيار المحتوى الذى يريدونه وتنوع قنوات تقديمه، أصبح المنع مُحالًا، واختلف تمامًا دور وزير الإعلام من كونه يملك ويحكم إلى دور تنظيمى وتنسيقى يضع سياسات استراتيجية لصناعة الإعلام، إذ أصبحت هناك هيئات منوط بها العمل التشغيلى، وهذا ما تستعد له الوزارة حاليا بتطوير مسرعات وإنشاء حاضنات أعمال لدعم الموهوبين القادرين على تطوير محتوى إيجابى ومؤثر يدعم خطة الدولة خارج المنظومة التقليدية.

وتابع “هيكل”: “عندما نتحدث عن الإعلام فإننا نتحدث عن التأثير، فالمحتوى غير القادر على التأثير الفعال لم تعد لديه رفاهية البقاء، وسيختفى مع الانفتاح المعرفى الذى ستتيحه آليات الثورة الصناعية الرابعة من الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء”.

وفى مداخلته ركز وزير الدولة للإعلام على الدور الذى يلعبه الاتصال الحكومى فى تحسين صورة الدول وتشكيل مستقبل تنميتها المستدامة من الجانب الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، موضحًا الخطوات التى يجب اتخاذها لرسم خارطة طريق نحو حكومة أكثر تواصلًا واستجابة مع الجمهور، وأن المهمة التى يركز عليها حاليا فى الوزارة هى إعادة وضع نظام مطور لتقييم أداء الاتصال الحكومى المصرى، وبناء قدرات العاملين به، فما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته ولا تطويره.

كما أوضح “هيكل” أن الهدف الحقيقى من الاتصال الحكومى الذى تركز عليه الوزارة هو تطوير وعى الإنسان المصرى وإدراكه للمسؤولية المجتمعية بحيث ينظر إلى مصالحه الخاصة كجزء من المصلحة العامة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال وضع خطط اتصال تتناسب مع متطلبات العصر الحديث، وتكون موجهة لكل فئات المجتمع باختلاف احتياجاتها وثقافتها، وتسهم فى تحويل الممارسات المطلوبة لدعم القضايا الوطنية إلى منظومة سلوك فردى وعام، يتمكن خلالها كل فرد فى المجتمع من معرفة دوره فى دعمها.